Skip to main content

أخبار

حكاية مؤسسة التعاون
 
كلمة افتتاحية النشرة الفصلية لمؤسسة التعاون 63

د.نبيل هاني القدومي رئيس مجلس الأمناء
 
 هي حكاية شعب يصارع من أجل البقاء على أرضه فلسطين، شعب يحب الحياة بألوانها الزاهية، ويتوق للحرية. من قلب المعاناة، وفي خضم محاولات التصفية للمشروع الوطني الفلسطيني، بعد اجتياح لبنان وترحيل منظمة التحرير الفلسطينية وتشتيت قواها على مختلف المنافي، لمعت الفكرة لمجموعة من المفكرين والاقتصاديين الفلسطينيين وتحولت إلى بذرة هُيئت لها الظروف فأنبتت مؤسسة التعاون. وعلى مدار الثلاثين عاماً الماضية، نمت البذرة فغدت شجرة مثمرة ضربت جذورها عميقة وواسعة في أرض فلسطين وفي مخيمات اللجوء في لبنان
تحت غبار الموت المندفع نحو العالم من مجزرتي صبرا وشاتيلا، وفي ظل تجاهل القضية الفلسطينية في أروقة ومصالح السياسة الإقليمية والدولية، وعلى أرض قلقة وفي جغرافيا متغيرة وشروط سياسية غير مستقرة، تحركت المؤسسة، وحددت أهدافها ووضعت رسالتها ورؤيتها "التي تتطلع الى فلسطين عربية تنعم بالاستقلال والحرية والديمقراطية يتمتع فيها الإنسان الفلسطيني بالرخاء والتقدم ويتمكن فيها من تحقيق طموحاته ومن ممارسة جميع قدراته بتميز وإبداع"، وخلال هذه العقود الثلاثة استطاعت ان تعزز حضورها في أوساط شعبها وأن ترتقي بأدائها وأن تتعامل مع ظروف بالغة الدقة في منطقة زلازل سياسية، وأن تواكب تطور الأحداث والمتغيرات دون أن تفقد البوصلة، أو أن تتراجع أمام المهمة الصعبة التي انيطت بها، والتوقعات التي أحاطت بتأسيسها والأهداف التي رسمتها لمسيرتها.
ك
ان الهدف واضحاً وبسيطاً وعميقاً في الوقت نفسه، كيف نخلق الاندماج بين النجاح الاقتصادي والريادة الفكرية ونوظفه في خدمة الشعب الفلسطيني على مستوى الإنسان والمؤسسات دون الدخول في الصراعات السياسية القائمة وجدالاتها واجتهاداتها.
بعزم صادق، ومنهجية تعتمد على إدراك الواقع وعلى التخطيط الاستراتيجي والحاكمية الرشيدة مضت المؤسسة في تصميم برامجها الريادية وأشرفت على تنفيذها بفاعلية وشفافية وانفتاح تام مع شبكة من الشركاء المرموقين في فلسطين والعالم العربي وعلى الصعيد الدولي. وقد تضافرت هذه العوامل فأضاءت مسيرة عمل المؤسسة التي بدورها ساهمت بشكل كبير في تحسين حياة ومعيشة الإنسان الفلسطيني وطموحاته.
وكان للحكمة التي تمتع بها الرعيل المؤسس الأثر الواضح في تجديد طاقة المؤسسة وذلك من خلال ضخ دماء جديدة في مختلف مستويات العمل بها، وفتح المجال أمام جيل جديد من الشباب للمساهمة في نشاطها وهيئاتها ومواقع القرار والمسؤولية.
أنفقت مؤسسة التعاون وأشرفت على تنفيذ برامج داعمة للتنمية بما قيمته 500 مليون دولار، وتفرعت عن حكاية مسيرتها الرائدة آلاف حكايات النجاح التي شملت جميع قطاعات عملها في مجال التعليم، والثقافة، والتنمية المجتمعية والطوارئ والمساعدات الانسانية
إن أثر برامج المؤسسة خاصة في مجال إعمار البلدة القديمة في القدس (إعمار)، وتوظيف الشباب، والطفولة المبكرة (سكر)، ومستقبلي، والتأهيل المجتمعي (شمس)، موثق ويمكن استشفافه بوضوح. 
وجاء وضع حجر الأساس للمتحف الفلسطيني تتويجاً لعمل مؤسسة التعاون خلال مسيرتها الطويلة في نيسان من العام الحالي، كصرح ثقافي فريد من نوعه، يوثق الرواية الفلسطينية الوطنية ببعديها الحضاري والإنساني.
كما أن قصص النجاح والشهادات من المستفيدين كثيرة، ستتعرفون عليها من خلال هذه النشرة، والتي تتضمن العديد من البرامج والأخبار والنشاطات والاتفاقيات والشراكات التي قامت بها المؤسسة خلال الثلاثة أشهر الماضية، أتمنى لكم من خلالها التعرف بشكل أكبر وشمولي على مؤسسة التعاون، واتمنى لكم قراءة مفيدة.

شارك معنا الآن.

اينما كنت.

بأي طريقة تناسبك.