أخبار

مستقبل واعد في تنمة مهارات الخيال والتكنولوجيا للطلبة

مشروع تحريك الرسوم في التعليم، يهدف إلى خلق مسار متوازي لتنمية الإنسان في مهاراته الإجتماعية والفنية والثقافية من خلال مقاربة المنهاج في التعليم. حيث يركز على تنمية مهارات الخيال من ناحية التعبير في اللغة والكتابة واستخدام التكنولوجيا والحاسوب، بالاضافة إلى تنمية المهارات في بناء الفريق، وخلق سياق مشروع يتم من خلاله تعليم منهجي وغير منهجي.

امتد مشروع تحريك الرسوم في التعليم على مرحلتين بالشراكة مع مؤسسة القطان، ليشمل تدريب 14 مدارسة وعدد كبير من المعلمين والطلبة على مهارات رسم الشخصيات ومن ثم تجسيدها من خلال استخدام الملتينة وتصوير الفيديو وتسجيل الصوت والمونتاج وتحريك الرسوم وبناء المواقف الدرامية، وتحضير البيئة الضرورية لتصويرها، والتي تهدف إيصال رسالة انسانية من خلالها، مثل ضرورة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وتوظيف بعضها في ايصال مفاهيم تعليمية معينة كتعليم نظرية فيثاغورس في الرياضيات، او توثيق تراث فلسطيني عريق كتوثيق للتاريخ الشفوي من خلال الرسوم المتحركة. وبناءً على ذلك التدريب تم اختيار عدد من المدرسين والطلبة للتدريب في المرحلة اللاحقة للاستفادة من الكوادر المدربة بشكل ايجابي، وعلى سبيل المثال قام مدرسو مدرسة ذكور الجلزون بتدريب مدرسات وطالبات مدرسة اناث نور شمس ومدرسي مدرسة اذنا في الخليل.

لقد أثر مشروع تحريك الرسوم في التعليم  بشكل ايجابي على اداء المعلمين، وخاصة خلال الحصص المدرسية، حيث اصبح الاعتماد على بناء المواقف الدرامية لإيصال المفهوم للطلاب من الانماط السائدة في تعليمهم،  كما عزز لديهم توظيف التكنولوجيا في حصصهم، ونمّا لديهم روح العمل ضمن الفريق. أما بالنسبة للطلاب المشاركين في التدريب فقد عزز هذا المشروع نظرتهم الايجابية للمدرسة، حيث أصبحت بالنسبة لهم مكاناً يمارسون فيها العديد من هواياتهم كالتمثيل، والغناء، وتقليد الاصوات، كما تغيرت سلوكيات بعض الطلبة الذين كانوا يعانون من ضعف التحصيل العملي، وكشفت مشاركتهم في المشروع تميزهم في أمور اخرى كالرسم وتكوين الشخصيات من خلال الملتينة او الغناء، الأمر الذي انعكس على معنوياتهم وزاد من  اهتمامهم اكثر بتحسين مستوياتهم العلمية وبذل جهد اكبر في الدراسة.

قصص من الميدان

  مدرسو وطلبة مدرسة ذكور الجلزون من متدرب في مشروع تحريك الرسوم في التعليم إلى مُدربْ ويحصدون الجوائز:

 مدرسة ذكور الجلزون والتي تقع في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة رام الله، من المدارس التي استفادت من المرحلة الاولى من التدريب ضمن مشروع تحريك الرسوم في التعليم، وشاركت في المرحلة الثانية كمدرسة مدربة وليست متدربة، حيث شارك مدرسوها بنقل خبراتهم في إعداد افلام الرسوم المتحركة للمدارس الاخرى خلال عملية التدريب في المرحلة الثانية.

الأستاذ ناصر المدرس في مدرسة الجلزون يفوز بالمركز الأول في مسابقة إلهام فلسطين، وتفوز مدرسة الجلزون في مسابقة المشروع البلجيكي بجائزة تقديرية عن الأفلام المتحركة التي تم انتاجه

 عروض عمل من مؤسسات أهلية للطلبة.

يقول الاستاذ ناصر عن الطالب في المدرسة أحمد " لقد كان طالبا عاديا، وبعد الدورة التدريبية بدأت تبرز مواهبه في بناء وتحريك الرسوم، وبدأ يعمل في البيت على انتاج افلام من بنات أفكاره، حيث قام بإعداد فيلم باسم "ابو العربي" يتحدث  عن الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال الاسرائيلي لمخيم الجلزون" ويضيف "لقد برع احمد في مهارات اعداد الرسوم المتحركة حتى ان مؤسسة القطان عرضت عليه ان يعمل مدرباً لديها"

لمشاهدة فيلم "أبو العربي": http://youtu.be/MA4tPjqQDSg

  حامد مدرس متخصص في التصميم في مدرسة تلفيت

تلفيت احدى قرى منطقة نابلس المهمشة، استهدف معلمو ومعلمات مدرستي الذكور والاناث ومجموعة من الطلبة والطالبات بالتدريب ضمن مشروع تحريك الرسوم في التعليم في المرحلة الثانية حيث أثر بشكل ايجابي في المدرسين والمدرسات وكذلك في الطلبة.

المدرس حامد يعمل مدرس فنون في مدرسة تلفيت، تحدث عن تجربته في هذا المشروع قائلا "أعمل مدرس منذ 12 عاما، تكونت لدي خلالها طريقة معينة في التدريس، التحاقي في الدورة اثر بشكل ايجابي على ادائي داخل الحصة، واثرى ادائي بشكل كبير، من حيث توظيف الدراما والتكنولوجيا، اصبحت اشعر انه بإمكاننا توظيف الفنون لخدمة باقي المواد كالعلوم والرياضيات وحتى اللغة العربية، وذلك ببناء المواقف والشخصيات الدرامية التي تساعد في تبسيط المفاهيم للطبلة، واوصي بتكوين فرق عمل متخصصة لبناء نماذج تعليمية بجودة عالية تساعد زملاءنا في حصصهم كما اوصي بتعميم التجربة على باقي المدارس".

  بتول طالبة في مدرسة تلفيت للبنات تتحدث كمخرج سينمائي محترف  تقول بتول "تدربنا على رسم الشخصيات وبناء الموقف الدرامي ومعالجة الشخصيات وربط الاحداث والتعامل مع الاستوديو، حيث وسعت المشاركة في الدورة من خيالنا وزادت ثقتنا في انفسنا واظهرت اننا قادرين على بناء افلام متحركة كنا نراها من خلال التلفاز فقط ونحتار كيف يقومون بإعدادها".

لمشاهدة فيلم "وفاء كلب" http://youtu.be/wXmohbgww_s

  مدرسة اناث مخيم نور شمس تنتج فيلم متحرك يحفظ ذاكرة المكان:

تم استهداف مدرسة اناث مخيم نور شمس في طولكرم التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عبر تدريب مجموعة من معلماتها وطالباتها ضمن انشطة تحريك الرسوم في التعليم

المعلمتان مريم، وامال تصفان الدورة بما يلي" تم تدريبنا من خلال مدربين من مدرسة الجلزون، قام المدربون بتدريبنا على المهارات التي اكتسبوها من خلال تدريبهم السابق، ومن خلال العمل على انتاج الافلام في مدرستهم، كانت تجربة جيدة نقلت كافة الخبرات لنا ولطالباتنا، ونحن مع تجربة ان تقوم مدرسة بتدريب مدرسة اخرى لسهولة التفاهم وسهولة نقل المعلومة اضافة لسهولة ترتيب اوقات التدريب، مع اننا نؤيد ان يقوم مدربون محترفون بالتدريب في المواضيع المتقدمة كالمونتاج مثلا"،  وتضيف المعلمتان " نقوم حاليا بإعداد فيلم لتوثيق التاريخ الشفوي للاجئين الفلسطينيين في مخيم نورشمس". كما نقوم باعداد فيلم آخر تعليمي عن حركة الالكترونات وتوزيعها في الذرة لمساعدة مدرسات العلوم في المدرسة من تبسيط الشرح،

  تاثير كبير على الطلبة ودور فاعل في المدرسة:

تصف المعلمتان اثر التدريب في طالباتهن بما يلي: "الطالبة ازدهار" ، شاركت في الدورة التدريبية فتبين أنها موهوبة في الرسم وتصميم الشخصيات من خلال الملتينه". وتضيفان "الآن ازدهار تعمل ضمن فريق تطوير الافلام في المدرسة، احست ازدهار انها مهمة ولها دور فاعل في فريق العمل، اصبحت اجتماعية ونلحظ تطور في تحصيلها العلمي في الفصل الحالي".

 لمشاهدة فيلم "التدخين" http://youtu.be/oukbDY8I90A