رام الله-نظم مسرح عشتار بالشراكة مع مؤسسة "التعاون، اليوم الأحد، أمسية فنية احتفاءً باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي الذكرى العاشرة لإطلاق مشروع "مونولوجات غزة العالمي"، الذي شارك به ما يزيد عن 1500 من الأطفال والشباب حول العالم في 36 دولة.
وتخلل الأمسية عرض الفيلم الوثائقي الذي تتبع عرض المونولوجات في مقر الأمم المتحدة عام 2010 بمشاركة 22 شابًا وشابة وبــ 14 لغة عالمية، بالإضافة إلى عروض وقراءات لعدد من المونولوجات برفقة الموسيقى.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إن مشروع "مونولوجات غزة" هو قصة نجاح مضيئة في المسرح الفلسطيني، حيث استطاع المشروع أن ينقل التجربة الجمعية التي خاضها أهلنا في قطاع غزة جراء العدوان والحصار، من خلال مجموعة من التجارب والقصص الفردية لعدد من الأطفال والشباب.
وأشاد أبو سيف بجهود القائمين على المشروع من مسرح "عشتار" ومختلف الفنانين والمدربين والمشاركين والداعمين، مؤكدًا على أهمية ما يقدمه المسرح المجتمعي ومسرح المضطهدين من رسائل وطنية ومجتمعية.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مسرح عشتار سمير حليلة إن "مونولوجات غزة" شكّل أحد المشاريع الهامة التي نجح مسرح عشتار في تنفيذها لينقل رسائل الألم والمعاناة والحصار الذي يعيشه أهلنا في قطاع غزة إلى العالم أجمع، آملًا أن يقدم هؤلاء الشباب في المستقبل القريب مونولوجات تحمل الأمل والانتصار وإنهاء الحصار والحرية.
من جهتها، عبرت مدير عام "التعاون" يارا السالم في كلمة لها خلال الأمسية عن فخرها بالشراكة مع مسرح عشتار في مشروع "مونولوجات غزة"، والذي شكّل فرصة مهمة لإيصال الصوت والرواية الفلسطينية إلى العالم، موضحةً أن "التعاون" تولي الثقافة أهمية قصوى في خطتها الإستراتيجية، حيث يهدف برنامج الثقافة إلى تشجيع الفلسطينيين على التعبير عن أنفسهم بحرية وإطلاق إبداعاتهم الفنية ونشر انتاجاتهم محليًا وعالميًا.
وأكدت السالم أن "المحافظة على هوية فلسطين وتراثها الثقافي يعتبر مكونا حيويا لضمان البقاء والتنمية المستدامة لشـعبنا، عبر ربط الأجيال بتراثها مـن خـلال الروايـة والموسـيقى والمسرح والسينما"، مشددةً على أهمية المسرح في حياة الشعوب، ودوره في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة ونقلها إلى آفاق عالمية.
من جانبها، قالت المديرة الفنية لمسرح "عشتار" إيمان عون إن عشر سنوات مرت على مجموعة الأطفال الذين تأثروا بالمسرح كأداة للتغيير في العام 2010، وكتبوا قصصهم وشهاداتهم حول الحرب على القطاع عام 2009، ما عرف بعدها باسم "مونولوجات غزة"، موضحةً أن المونولوجات كتبها (33) طفلا وطفلة من غزة، بعد أن خضعوا لتدريبات مكثفة بشكل يومي على مدار ستة أشهر، والآلاف حول العالم تأثروا بهذه القصص، وأكثر من 1500 طفل في 36 دولة و52 فرقة مسرحية عرضوا هذه المونولوجات بلغاتهم وعلى مسارحهم.
وأضافت أن المونولوجات ترجمت إلى (18) لغة عالمية، وتم عرضها بهذه اللغات، كما شارك (22) شابا وشابة من حول العالم في العرض الدولي للمونولوجات في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29/11/2010)، وذلك في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
يذكر أنه ومنذ إطلاق المونولوجات، شهدت غزة ثلاثة حروب راح ضحيتها المئات، ودمرت ثلاث مراكز ثقافية من ضمنها مسرح المسحال-مقر فريق "عشتار" في غزة. رغم ذلك، استكمل 17 شابا وشابة من كتّاب المونولجات في غزة، تعليمهم المسرحي مع مسرح عشتار على مدار ثلاث سنوات، واحترف 10 منهم التمثيل، وأنتجوا 7 مسرحيات حضرها الآلاف في غزة.